بيان من فضيلة الشيخ: كل ميسر لما خلق له
بيان من فضيلة الشيخ
السلام عليكم ورحمة الله تنبيه: ما أدين الله به: قول الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا) وأن الفرقة بين المسلمين لا تأتي إلا من شيئين:
أولا: البعد عن ذكر الله تعالى خاصة تلاوة القرآن الكريم.
ثانياً: عدم دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب.
أن قلبي يسع كل المسلمين بشرط ألا يشرك بالله شيئا ولا يكفر مسلمًا، ولقد رأيت كثيرًا من علماء المسلمين الأموات في الرؤيا بما فيهم ابن تيمية وابن القيم والألباني وابن عثيمين والشيخ حسن البنا رغم أني لم أقرأ له إلا أربعين صفحة، وما ذلك إلا من سلامة القلب لكل المسلمين.
لا يوجد من يستطيع أن يختلف معي من أهل السنة والجماعة، لأني سأكثر له من الدعاء بظهر الغيب.
ومما أدينُ الله به أيضًا: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كلٌ ميسرٌ لما خلق له) وأن كل طائفة من طوائف المسلمين تقف على ثغر من ثغور الإسلام، وأُشبِّه ذلك بقصة العمي الثلاثة الذين أمسك واحد منهم برقبة الفيل وآخر ببطنه وثالث برجله، وكل واحد منهم يقول: إن هذا هو الفيل، وهو لا يرى ما رآه الآخران، فهناك مَن إذا أخطأت في القرآن يغضب: وهذا من حفظ الله للإسلام. وهناك مَن إذا أخطأت في العقيدة يغضب: وهذا من حفظ الله للإسلام. وهناك مَن إذا أتيت بحديث ضعيف يغضب: وهذا من حفظ الله للإسلام. وهناك مَن إذا لم تتكلم في السياسة يغضب: وهذا من حفظ الله للإسلام. وهناك مَن إذا لم تخرج في سبيل الله يغضب: وهذا من حفظ الله للإسلام. ويحضرني في هذا قول الشاعر:
لا تقل عن شيء ما ذا ناقصٌ جيء بأوفى ثم قل ذا أكملُ
قال ابن القيم رحمه الله تعالي في كتابه زاد المعاد:
(فَصْلٌ فِي أَلْفَاظٍ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ أَنْ تُقَالَ: وَمِنْهَا: الدُّعَاءُ بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ، وَالتَّعَزِّي بِعَزَائِهِمْ، كَالدُّعَاءِ إِلَى الْقَبَائِلِ وَالْعَصَبِيَّةِ لَهَا وَلِلْأَنْسَابِ، وَمِثْلُهُ التَّعَصُّبُ لِلْمَذَاهِبِ، وَالطَّرَائِقِ، وَالْمَشَايِخِ، وَتَفْضِيلُ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ بِالْهَوَى وَالْعَصَبِيَّةِ، وَكَوْنُهُ مُنْتَسِبًا إِلَيْهِ، فَيَدْعُو إِلَى ذَلِكَ وَيُوَالِي عَلَيْهِ، وَيُعَادِي عَلَيْهِ، وَيَزِنُ النَّاسَ بِهِ، كُلُّ هَذَا مِنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ).
وختاماً: سئل أحد السلف إلى أي مدى تحب أخاك في الله؟ قال: إلى أن أعطيه إحدي عيني، معتذراً عن الأخرى حتى أراه بها.
والسلام عليكم ورحمة الله.
تحريراً في 15 صفر 1435 هـ