منزلة الصلاة – من كلام ابن القيم
منزلة الصلاة – من كلام ابن القيم
جاء في زاد المعاد لابن القيم رحمه الله:
“وأما الصلاة فشأنها في تفريج القلب وتقويته وشرحه وابتهاجه ولذته أكبر شأن، وفيها من اتصال القلب والروح بالله تعالى وقربه والتنعم بذكره والابتهاج بمناجاته والوقوف بين يديه، واستعمال جميع البدن وقواه وآلاته في عبوديته، وإعطاء كل عضو حظه منها، واشتغاله عن التعلق بالخلق وملابساتهم ومحاوراتهم، وانجذاب قوى قلبه وجوارحه إلى ربه وفاطره، وراحته من عدُوِّه حالة الصلاة ما صارت به من أكبر الأدوية والمفرحات والأغذية التي لا تلائم إلا القلوب الصحيحة، وأما القلوب العليلة -أي المريضة- فهي كالأبدان لا تناسبها الأغذية الفاضلة.
فالصلاة من أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة، ودفع مفاسد الدنيا والآخرة، وهي منهاة عن الإثم، ودافعة لأدواء القلوب، ومَطْردة للداء عن الجسد، ومُنوِّرة للقلب، ومبيضة للوجوه، ومنشِّطة للجوارح والنفس، وجالبة للرزق، ودافعة للظلم، وناصرة للمظلوم، وقامعة لأخلاط الشهوات، وحافظة للنعمة، ودافعة للنقمة، ومُنزِلة للرحمة، وكاشفة للغمة، ونافعة من كثير من أوجاع البطن.